الصحة الجنسية

أعراض دوالي الخصية وعلاجها

أعراض دوالي الخصيتين

تُعدّ دوالي الخصيتين (Varicocele) من أبرز المشكلات التي تصيب الجهاز التناسلي الذكري، وهي عبارة عن توسّع غير طبيعي في أوردة الضفيرة المحلاقية داخل كيس الصفن، مما يعيق تدفّق الدم بشكل طبيعي، ويؤدي إلى تراكمه، مما قد ينعكس سلبًا على وظيفة الخصيتين. ورغم أن هذه الحالة قد تمر دون ظهور أعراض في بعض الأحيان، إلا أنها قد تُسبب مجموعة من الأعراض والعلامات السريرية التي يجب التنبّه لها بدقّة، خصوصاً لما لها من آثار محتملة على الخصوبة وجودة الحياة الجنسية. يعتبر هذا المقال استعراضًا شاملًا للأعراض المرافقة لدوالي الخصيتين، من النواحي السريرية والوظيفية والتأثيرات النفسية المحتملة.


التغيرات الشعورية والألمية

من أبرز الأعراض الأولية التي يمكن أن يلاحظها المريض مع دوالي الخصيتين هو الشعور بعدم الراحة أو الألم في منطقة الصفن. وقد يتفاوت هذا الألم في شدّته بين حالة وأخرى، ويتصف عادةً بما يلي:

  • ألم خفيف ومزعج يظهر بشكل تدريجي على مدار اليوم.

  • يزداد الألم عند الوقوف لفترات طويلة أو بعد ممارسة مجهود بدني، خاصة عند رفع أوزان ثقيلة أو ممارسة الرياضة.

  • يخف الألم عند الاستلقاء، نتيجة لانخفاض الضغط داخل الأوردة المتوسعة.

  • الشعور بثقل في كيس الصفن أو الإحساس بالشد أو الانزعاج، دون أن يكون هناك ألم حاد.

  • قد يشعر المريض بألمٍ مشعّ إلى أعلى الفخذ أو حتى في المنطقة الإربية (Inguinal region).


التغيرات في شكل وملمس كيس الصفن

يلاحظ العديد من المصابين بدوالي الخصيتين تغيّرًا في مظهر كيس الصفن، وهذه التغيرات تشمل:

  • ظهور كتل أو أوردة متعرجة وملتوية تحت الجلد، تُشبه في ملمسها “كيس من الديدان”، خاصة عند الوقوف.

  • ارتخاء غير طبيعي في كيس الصفن أو تدلٍّ ملحوظ في جهة واحدة أكثر من الأخرى (غالباً في الجهة اليسرى).

  • تفاوت في حجم الخصيتين، إذ تُصبح الخصية المصابة أصغر في الحجم بسبب تأثر الوظيفة الخلوية ونقص التروية الدموية.


التأثيرات على الوظيفة التناسلية

تشكل دوالي الخصيتين أحد أبرز أسباب العقم الثانوي عند الذكور، إذ تؤثر بشكل مباشر على قدرة الخصيتين على إنتاج الحيوانات المنوية بكفاءة، وتترافق مع:

  • انخفاض عدد الحيوانات المنوية (Oligospermia).

  • ضعف في حركة الحيوانات المنوية (Asthenospermia).

  • زيادة نسبة الأشكال غير الطبيعية للحيوانات المنوية (Teratospermia).

  • ارتفاع درجة حرارة الخصية، وهو عامل معروف بتأثيره السلبي على إنتاج ونضج الحيوانات المنوية.

  • خلل في إنتاج هرمون التستوستيرون لدى بعض الحالات المزمنة، مما يؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية أو اضطرابات في الانتصاب.


الأعراض النفسية والمزاجية المصاحبة

نظرًا للطبيعة الحساسة للمنطقة المصابة وأثرها على الحياة الجنسية والخصوبة، يعاني عدد كبير من المرضى من آثار نفسية تتفاوت حدتها، ومنها:

  • القلق والتوتر المزمن المرتبط بالمخاوف من فقدان القدرة على الإنجاب.

  • انخفاض تقدير الذات لدى بعض الرجال، خاصة في حال ظهور مشاكل في الأداء الجنسي.

  • الشعور بالإحراج أو الانزعاج الاجتماعي نتيجة ظهور تغيرات في شكل الصفن أو الحاجة إلى مراجعة الطبيب بشأن موضوع حساس.


تفاقم الأعراض في مراحل متقدمة

في حال إهمال العلاج أو التشخيص، قد تدخل دوالي الخصيتين في مراحل أكثر تقدمًا تُصنف وفق درجات (من الأولى إلى الثالثة). وفي الحالات المتقدمة، قد يُلاحظ:

  • تضخم مرئي واضح في أوردة الصفن.

  • ضعف شديد في الانتصاب.

  • ضمور في الخصية المصابة.

  • فقدان شبه كامل للخصوبة نتيجة التغيرات الخلوية المستمرة داخل نسيج الخصية.


الجدول التالي يوضح العلاقة بين درجة دوالي الخصية والأعراض المحتملة:

درجة الدوالي وصف الحالة الأعراض المصاحبة
الدرجة الأولى دوالي غير مرئية، تُكتشف بالفحص فقط غالبًا دون أعراض أو ألم خفيف متقطع
الدرجة الثانية دوالي ملموسة عند الوقوف، غير مرئية بالعين شعور بثقل، ألم خفيف، تعب عند النشاط
الدرجة الثالثة دوالي واضحة وظاهرة بالعين المجردة ألم دائم، تغيّر في الشكل، تأثير واضح على الخصوبة

ملاحظات إكلينيكية هامة

  • تُصيب دوالي الخصية الجهة اليسرى بنسبة تتجاوز 85% من الحالات، بسبب الطبيعة التشريحية للأوردة.

  • يُمكن أن تكون ثنائية الجانب (في الجهتين) لكنها أقل شيوعًا.

  • تظهر عادةً في فترة المراهقة المتأخرة أو أوائل العشرينات.

  • يُعتبر اكتشافها المبكر عاملاً مهمًا في الوقاية من العقم.


الفرق بين أعراض دوالي الخصية وأمراض أخرى مشابهة

من الضروري التفريق بين أعراض دوالي الخصية وحالات أخرى مشابهة تصيب الجهاز التناسلي الذكري، مثل:

  • الفتق الإربي، الذي قد يسبب انتفاخًا مشابهًا لكن يرافقه ألم في البطن.

  • التهاب البربخ أو الخصية، الذي يصاحبه احمرار، حرارة موضعية، وحمى.

  • الخصية المعلقة أو غير الهابطة، والتي تختلف كليًا في الأعراض والخصائص.

  • الأورام أو الكتل السرطانية، والتي غالبًا ما تكون صلبة وغير مؤلمة عند اللمس.

التشخيص الدقيق عبر الفحص السريري والتصوير بالأمواج فوق الصوتية (دوبلر) ضروري للتفريق بين هذه الحالات.


المصادر:


العنوان المقترح لمحركات البحث: “أعراض دوالي الخصية”